البرابرة وسقوط روما

البرابرة وسقوط روما 


اعتبرا لرومان ان كل شخض عاش خارج الحضارة الرومانية أو الاغريقية، بربريا، ان هذا الحكم الروماني المسبق تجاهل الجانب الايجابي من الثقافة البربرية، فالبرابرة الألمان كانوا مقاتلين عنيفين بالتأكيد ولم يعرفوا القراءة والكتابة، وعلى أية حال فأنهم كانوا كذلك مزارعين وصانعي سفن وشعراء وحرفيين رائعين.




لقد تم اجتياح حدود امبراطورية روما من جانب البرابرة التواقين للأراضي في القرن الخامس بعد الميلاد، حيث كانوا من القوطيين الألمان والونداليين والبرغنديين وكذلك الهونيين بقيادة أتيلا، وقد عقد الرومان اتفاقيات مع  قبائل البرابرة وحرضوا بعضهم ضد البعض الآخر، ومع انتهاء القرن الخامس للميلاد انهارت الامبراطورية روما الغربية وحكمت ممالك البربرية جديدة أوروبا.
عندما أجبر على اطعام البرابرة البرغنديين فأن صاحب الأرض تذمر من ايواء عمالقة صاخبين منتنين بالثوم والزبدة، الا أن البرغنديين اعتبروا متحضرين مقارنة بالهونيين، وقد ذكر أنهم شربوا الدماء، وكان يصعب عليهم السير على الأقدام بسبب قضاء أوقاتهم على ظهر الخيول، وكان الرومان ينظرون الى أتيلا على انه قزم بشع قطب عينيه بصورة رهيبة متمتعا بالرعب الذي بثه.


الشعب الهوني

ان الرومان كان يردعهم الهون الرهيب، فهذه القبيلة البدوية كانت قوة غير معروفة عندما وصلت مشارف العالم الروماني في 370 م ومن المحتمل أنها هاجرت من شمال أسيا الوسطى، فالهون لم يؤسسوا امبراطورية مستمرة، الا أنهم سيطروا على أوروبا المركزية في ظل قيادة أتيلا زعيمه الحربي العظيم خلال الفترة ( 406-453 ).

أتيلا : كان أتيلا هوني يلقب بسوط الله، وكان أقسى الفاتحين الآسيويين الذين غزوا أروروبا خلال سنوات الامبراطورية الرومانية الأخيرة، في عام 434 م اشترك أتيلا مع أخيه بليد في زعامة الهونيين، القبيلة البدوية الشرسة، في عام 445 م قتيل أتيلا أخاه، ليحكم الهونيين لوحده لم يبدي أية رحمة لأولئك الذين دحرهم ولم يغادر أي مدينة الا وهي تحترق مع جثث أهلها المتراكمة، وقد سلمت القسطنطينية من دماره بصورة عجيبة في عام 452 م فرض أتيلا حصارا على روما، أكثر مدينة كان يريد تدميرها، ولكنه أجبر على الانسحاب بعد أن أضعف المرض والجوع قواته، ومات أتيلا على فراشه في سنة التي تلتها.

سقوط روما

هجم القوطيون الغربيون في احدى ليالي الصيف في عام 410 م على روما، واستمر البرابرة الجائعون في نهب بيوت الاغنياء في المدينة لمدة ثلاثة أيام، وكانت هذه المرة الأولى التي تم فيها غزو روما خلال 800 سنة، وعندما انتشرت هذه الأخبار الفضيعة على امتداد الامبراطورية فقد تصور الناس ان العالم وصل الى نهايته، الا أن الحقيقة غير المحسوسة كانت تشير الى ان امبراطورية روما الغربية تسير ومنذ فترة طويلة نحو الانهيار.

أسباب انهيار

لقد انخفض عدد سكان روما بشكل كبير مع حلول عام 400 م ولا يعرف أي سبب لذلك، وربما كان السبب لوباء أو التسمم بمادة الرصاص جراء استخدام أنابيب رصاصية للماء والأواني المستعملة للطبخ، ومع انخفاض عدد السكان فقد أصبح من الصعب زيادة الضرائب المطلوبة لادارة شؤون الامبراطورية والدفاع عن حدودها الطويلة، كما انخفض الانتاج الزراعي كذلك، واجبرت روما على اعتماد على محافظتها في شمال افريقيا لتامين الغذاء.

قوة العمل البربرية

لقد أخذت امبراطورية روما بالاعتماد أكثر فأكثر على قوة العمل البربرية  كجنود وكعبيد، وكان الجيش روما مليء بالجنود والقادة البرابرة، وفي الواقع فان الامبراطورية قد اضحت بربرية الى درجة بحيث ان الامبراطورية هونوريوس ( 395-423 ) تذمر من السراويل والشعر الطويل الخاص بالبرابرة، وكانت لدى كل أسرة في روما عبيد من البرابرة، وربما كانوا ذاتهم الذين فتحوا البوابات للقوطيين الغربيين.

الهجوم الوندالي من البحر

ظلت روما آمنة بصورة نسبية حتى بعد النهب الذي قام به القوطيين الغربيون، وذلك لسيطرة الأسطول الرومي على طرق التجار والغذاء في البحر المتوسط، ولكن عندما غزا الونداليون سواحل شمال أفريقيا في عام 429، فقد تركت روما محاصرة ومعزولة عن امدادات الأغذية، فهي كانت كقوة بحرية ذات أهمية، بحيث أن الجيش الوندالي كان قادرا للهجوم على روما في عام 455، ولكن بالرغم من موقعها غير الحصين فقد بقيت روما قائمة.

الحكم البربري

لقد سقطت امبراطورية روما الغربية آخر الامر في عام 476 تحت الحكم البربري، عندما تم خلع امبراطور روماني غربي على يد اودوفاسر قائد جيشه البربري في عام ( 433-493).


التواريخ الأساسية

270 م
دخل القوطيون القادمون من اسكندنافيا محافظة داسيا التابعة لروما ( رومانيا حاليا )، وهناك انقسموا الى مجموعتين القوطيون الغربيون والقوطيون الشرقيون.
378 م
هروب القوطيون الغربيين من ادرنة في تركيا بسبب اندلاع ثورة الهونيين ضد سلطة رومان وقتلهم الامبراطور فلنيسية.
406 م تقريبا 
عبر الونداليون ( الذين ربما كانوا قد هاجروا من مناطق البلطيق ) نهر الراين ودخلوا غالة ( فرنسا حاليا )، وجاء بعدهم البرغنديون.
410 م
هز الأريك زعيم القوطيين الغربيين العالم المتمدن عند قيام رجاله بنهب روما.
419 م
اعترفت روما بمملكة القوطيين الغربيين في تولوز في غالة.
429م حصل الونداليون على أسطول في اسبانيا وبدأو بغزو سواحل شمال أفريقيا وقطع امدادات الغذاء عن روما.
442 م
اعترفت روما بغاسيريك، الملك الوندالي في شمال أفريقيا كحاكم مستقل.
446 م
قدم الرومان البريطانيون طلبا نهائيا للنجدة الى روما لحمايتهم اما الغزاة الانجليز والجوتيين والسكسون.
451 م
قاد أتيلا الهونيين الى غالة الا أنه هزم من جانب قوات روما والقوطيين الغربيين المتحالفة.
452م
أغار اتيلا على ايطاليا الا أنه أجبر على الانسحاب الى هنغاريا لتفشي المجاعة والمرض بين جنوده.
453 م
توفي اتيلا بصورة مفاجئة عندما كان يخطط مهاجمة القسطنطينية وبهذا انهار جيشه وسقطت امبراطوريته أيضا.
455 م 
تم سلب روما من جانب الونداليون بقيادة غاسيريك.
476 م 
عزل روميولوس أغسطولوس آخر امبراطور لروما الغربية على يد أودوفاسر القائد البربري لجيشه الايطالي.
488 م
هزيمة اودوفاسر على يد ثيودوريك، وهو من القوطيين الشرقيين والذي أسس مملكة في ايطاليا.
حقوق النشر محفوظة 
نرجوا ان ينال الموضوع اعجابكم