الشعر المسرحي


الشعر المسرحي

المسرحية فن غربي بدأ عند اليونان والرومان منذ أقدم العصور ومع أن العرب ترجموا كثيرا من الإنتاج الفكري الأدبي لهذه الأمم واستفادوا منه في ميادين مختلفة شملت بعض فروع اللغة إلا أنهم يتأثروا بشعر القوم ومسرحهم بسبب العناصر الوثنية التي يتضمنها كتعدد الآلهة إضافة إلى الخرافات والأساطير.الشعر المسرحي أحد أنواع الشعر الموضوعي إلى جانب الشعر القصصي والملحمي وكل منهما لا تظهر فيه ذاتية الشاعر وعواطفه الخاصة, وإنما يصنع أبطالا يسند على كل منهم دوره ومشاعره دون أن يتدخل فيها.والمسرحية الشعرية قصة تقوم على الحوار ينظمها الشاعر لتمثل على المسرح والحق أنها لا تختلف عن المسرحية النثرية فيما عدا القالب الذي تكتب فيها.

عناصرها: تقوم عناصر المسرحية على العرض, العقدة, الحل, مظهرها الحوار وجوهرها الصراع.

أنواعها: فهي أيضا:

/ مأساة: تتناول الموضوعات الجادة الخطيرة والقضايا المصيرية الحاسمة تنتهي بفاجعة.
/ملهاة: تتناول جوانب نقدية اجتماعية أو سياسية أو عاطفية بروح من التهكم والسخرية وتنتهي بسعادة.
/المغناة: هي التي ينشد أبطالها محاوراتهم على شكل أغان تصاحبها الموسيقى والمغناة لا تكون إلا شعرا بالطبع.ولم يعرف أدبنا العربي المسرحية إلا في العصر الحديث متأثرا بشعراء الغرب وبترجمة الروائع القديمة من أدب اليونان والرومان وقد كانت [المروءة والوفاء] التي كتبها وأخرجا "خليل اليازجي" أول مسرحية شعرية عربية وذلك عام 1876.ولم يتبعها إنتاج هام حتى 1927 حين بدأت مسرحيات "شوقي" بالظهور تقليدا للمسرح الشعري الكلاسيكي الذي اطلع عليه في فرنسا وقد تميز إنتاجه باستلهام الموضوعات من التاريخ مثل [مصرع كليوبتره][مجنون ليلى] واختيار أبطاله من الطبقات الراقية كالملوك, واللغة الفخمة التي تتناسب مع المقامات الأرستقراطية.

مميزاتها:

1- يحسن تطويع البيت الشعري العربي للحوار المسرحي
2- التنويع في الأوزان والقوافي بما يخدم هذا اللون الفني
3- طول الحوار
4- عدم التقيّد بوحدة الزمان والمكان
5- ضعف الحبكة الفنية.

ثم ظهرت المسرحيات الشعرية لـعزيز أباظة الذي سار على خط "شوقي" وقد فضلها النقاد على إنتاج شوقي ومنها [العباسة][شهريار][قيس ولبنى]ٍ ومن المسرحيات الشعرية المعتبرة [رابعة العدوية][مصرع غرناطة] وهي للشاعر السوري "عدنان مردم"، تكاد العلاقة تكون وثيقة بين كثير من المسرحيات الشعرية والتاريخ, لا يعني ذلك أن الشاعر هنا ينوب عن المؤرخ وإنما يتناول من أعماق التاريخ أحداثا وأشخاصا يضيف إليهم مال شاء له من الخيال والفن, وسبب هذه العلاقة أن الحوادث التاريخية تقم للأديب مادة سهلة لا تحتاج معها إلى ابتداع الحوادث والشخصيات وكما أن أحداث التاريخ وأشخاصه تقدم للمسرحية قوتها الواقعية.ومن المهم أن نسجل أن كاتب المسرحية الشعرية الذي يستعين بالتاريخ تشغله قضية كبيرة, فهو يأخذ من التاريخ ما يعززها ويدفع الجمهور باتجاهها فـمصرع كليوبتره أراد منها "شوقي" توعية المصريين بعظمة المسؤولية الوطنية. و[مصرع غرناطة] أراد منها "عدنان مردم" حثّ العرب على عدم التنازل عن فلسطين للعدو مهما بلغت التضحيات وطال الزمان.

الخاتمة


تعتبر المسرحية من فنون الأدب في عصرنا الحالي, وهي فن يجمع بين إمتاع الجماهير وتثقيفها, لكن الشعر لا يتناسب مع هذا النوع الأدبي مناسبة تامة نظرا لكون الشعر يعتمد على العاطفة والخيال بينما تدور المسرحية حول الواقع البشري كما أن الحوار المسرحي يحتاج انتقالا سريعا من أسلوب إلى أسلوب آخر, أما آخر العقبات فهي عدم قدرة الجمهور على تذوق اللغة الشعرية التي يجب أن يحسن الشاعر انتقاءها فالنثر إذا هو القالب المناسب للمسرحية.