نقدم لكم هذه نبذة الرائعة التي نتكلم فيها عن طعام في تاريخ البشرية كما نقدم تاريخ بعض الأطعمة استكشافها أو زراعتها لأول مرة .
الصيد والتجميع
وجدت الأقوام الأولى التي ظهرت قبل مليون سنة على الأقل، طعامها عن طريق صيد الحيوانات وتجميع مواد النباتية، ولم تكن لديها أساليب جيدة لحفظ الطعام وعليه فقد كانوا يتناولون الطعام حالما حصولهم عليه، مازالت هناك أقوام في بعض أجزاء العالم تعيش على الصيد والتجميع، والتجميع يؤدى بصورة تقليدية من قبل النساء، وعملية التجميع توفر وتجهز مؤونة مستمرة من الطعام طوال السنة، فيتم تجميع الأوراق والفواكه والبيض والتوت والجذور، ووجب على الأقوام الأولى أن تكون على دراية كبيرة بالنباتات، لأن تناول أية جذور سامة قد تؤدي الى مقتل نصف القبيلة، وكان يتم نقل هذه المعرفة النباتية من جيل الى جيل آخر.
صيادوا العصر الحجري
كانت الحيوانات البرية توفر اللحم و الجلود للملابس والعظام لصنع الأدوات وحتى الزينة.
بعض الطعام الذي جمعوه في البرية كالرز والحنطة تم زرعه فيما بعد من قبل المزارعين الأوائل، وكانت الفريسة في الشتاء تصبح أكثر أهمية، ويقوم الرجال بعملية الصيد بواسطة استخدام الرماح أو القوس والنبال لقتل حيوانات المحلية كالكنغر في استراليا، وعجول البحر والغزلان والماموث في المناطق الشمالية، ان الأقوام التي عاشت بالقرب من البحار أو الأنهار فانها كانت تجمع المحار والسمك الذي يصاد بالحرية أو بالشراك.
النار
ان اكتشاف النار أعان أجدادنا على شوي اللحم وتسخين الماء المطبخ.
المآدب التقليدية
كان للطعام والشراب أهمية خاصة عند الاغريقين وكانت الضيافة فضيلة كبيرة، وكان الرجال يحبون الحضور في الولائم، وقد وصف فيلسوف أفلاطون احدى هذه الولائم المشهورة، كان للطعام أهمية دينية أيضا، وقدم للإغريقيون القرابين في المعابد،وبما أن العديد من المدن الاغريقية كانت قريبة من البحر، لذا فإن السمك والغذية البحرية كالحبار والأخطبوط شكلت جزءا مهما من الوجبات الغذائية اليومية، اللحم كان يؤكل أيضا في الولائم الدينية بصورة رئيسية وفي المناسبات الخاصة الاخرى، أما في داخل البلاد فقد تمت تربية الأغنام والماعز على التلال، وتمت زراعة الأعناب لصنع النبيذ كما هو الحال في وقتنا الراهن، وان الفواكه كالتين أضافت لمسة حلوة على الوجبات اليومية.
الندوة الاغريقية
الندوة كانت خليطا من الوليمة والتسلية والنقاش، وكان الحضور مسموحا فقط للرجال.
كان الفقراء في روما القديمة يأكلون الأطعمة بسيطة كالخبز و الفصولياء والعدس مع قليل من الحم أو السمك، وفي المدن لم يمتلك الكثير من الروميين مطابخ خاصة بهم، فقد كانوا يشترون الأطعمة من محلات صغيرة في شوارع، وكانت الوجبات طعام الأغنياء روما القديمة غنية ومفصلة، فانهم كانوا يحبون الأطعمة الغربية كالزغبة ( حيوان شبيه بالسنجاب )، والطيور المغردة، وهذه الأطعمة في غالب مزينة، ويتم اضافة التوابل والصلصة والأعشاب اليها، كذلك لم يستعمل الروميون الشوكة، لذا فانهم كانوا يغسلون أصابعهم بين وجبة وأخرى، ويشربون النبيذ المخلوط بالماء مع معظم الوجبات.
الزيتون
كان الزيتون يؤكل كمقبلات قبل وجبات الطعام.
الرز
قام المزارعون وبحلول عام 5 آلاف قبل الميلاد بزراعة الرز في حقول الرز في وادي يانغتسي في الصين، وقبل ذلك التاريخ بفترة طويلة تم حصاد الرز البري في جنوب الصين وجنوب شرق آسيا، ومنذ ذلك الحين انتشرت زراعة الرز في أرجاء العالم.
نبتة الرز
للرز قيمته بسبب انتاجيته العالية وبسبب امكانية زراعته في مختلف الظروف المناخية، وكان الرز في زم الرومان القدامى محصولا رئيسيا في منطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط، وأصبح معروفا بصورة خاصة في اسبانيا وايطاليا، التقط الأمريكيون الأصليون الرز قبل استحداث الحصاد في أمريكا الشمالية في آواخر القرن السابع عشر.
الرز المطبوخ
يعتبر الرز طعاما رئيسيا لأكثر من نصف سكان العالم.
الشاي أول مرة
تقول الأسطورة صينية قديمة أنه في عام 2737 قبل الميلاد وعندما كان الامبراطور شين-ننغ يغلي الماء سقطت بعض الأوراق الشاي داخل القد، واكتشف في حينها ان هذه الأوراق صنعت شرابا منعشا، ينمو الشاي بشكل بري في الصين، والتبت والهند.
وقد أخذ الرهبان البوذيون الشاي الى اليابان ليصبح محور احتفالات الاجتماعية المفصلة، ومن المحتمل أن يكون التجار الهولنديون هم الذين أخذوا الشاي الى أوروبا في عام 1610 م، قامت السفن شكرة الهند الشرقية البريطانية لاحقا بتأسيس تجارة منتظمة للشاي بين أوروبا وآسيا.
الذرة في أمريكا
لقد تم لأول مرة زراعة الذرة بواسطة المزارعين في المكسيك، وقد أصبح ومنذ حوالي 4 آلاف سنة قبل الميلاد طعاما ثابتا في كل مكان من أمريكا.
ان شعوب الأزتك والمايا كانوا يأكلون الكعكة ( فطيرة الذرة الحلوة ) مع كل وجبة طعام، حيث كانوا يقومون بغلي الحبوب الذرة من أجل ازالة قشرتها ثم سحقها لتكوين عجينة، يتم بعد ذلك وضع كعكة في صحون خزفية فوق النار ثم يملئون الكعكة بالفول واللحم المتبل ثم يأكلونها مع الصلصة الحارة المصنوعة من الفلفل الحار والطماطم.
سوق الأزتك للذرة
رسم الفنان المكسيكي دييغو ريفيرا، لوحة تمثل سوق الأزتك، كانت الذرة جزءا حيويا في الوجبة الغذائية للأزتك.
التوابل
كانت الهيل، والقرفة، والزعفران، والقرنفل والتوابل الأخرى ذات قيمة كبيرة في الغرب فقد كانت تستخدم في الأدوية ولاضافة النكهة للغذاء، وكان من الصعوبة الحصول على هذه التوابل ويجري استيرادها بحرا، وتمر من تاجر لآخر وتستغرق سنوات في وصولها الى أوروبا، وقد تنافس العديدون من أجل السيطرة على تجارة التوابل، لقد استفاد الفينيقيون من التجارة في البحر الأبيض المتوسط حتى القرن الرابع قبل الميلاد، وفي العصور الوسطى تحولت السلطة الى دول-المدن كمدينة البندقية.
وكانت امبراطوريات العالم الكبيرة، كالبرتغالية والاسبانية والبريطانية والهولندية مبنية جزئيا على تجارة التوابل.
قوافل الجمال
كانت التوابل تجلب من آسيا الى أوروبا بواسطة قوافل الجمال والسفن.
الفلفل
لقد كان الفلفل أحد أهم الأنواع التوابل وأكثرها قيمة، وقد استعمله اليونانيون القدامى في طعامهم، وأرسل الرومانيون القدامى السفن الى الهند لشراءه، وعندما هاجم القوطيون روما في عام 408 م طالبوا بجزية ثم دفع جزء منها بالفلفل، وتم استعمال التوابل في العصور الوسطى كنوع من أنواع العملة، والعديد من الناس دفعوا ايجاراتهم بحبوب الفلفل.
معظم البحارة العظام في القرن الخامس عشر والقرن السادس عشر خرجوا للبحث عن التوابل خصوصا الفلفل، وفي عام 1497 م وعلى سبيل المثال فأن المكتشف البرتغالي فاسكوا داغاما قاد بعثة لاستكشاف طريق بحري الى آسيا وكان أول شخص يبحر من أوروبا حول الطرف الجنوبي لقارة الأفريقية الى الهند، لقد فتحت رحلته الباب أمام تجارة الفلفل.
السكر
وجد الامبراطور الفارسي داريوس زراعة القصب السكر في الهند خلال القرن الرابع قبل الميلاد.
قصب السكر
ولاحقا كان الجنود في بعض الأحيان يجلبون السكر معهم الى أوروبا من الشرق الأوسط، الا أن السكر كان شيئ نادرا في أوروبا، حتى قام كريستوفر كولمبوس بزراعة القصب السكر في جزر الهند الغربية في عام 1493م، حيث أصبح السكر بعد فترة وجيزة أكبر صناعة في جزر الهند الغربية، وكان يتم جلب العبيد من افريقيا للعمل في مزارع الكبيرة، وقد أصبح أصحاب هذه المزارع أغنياء، الا أن العبيد عانوا من أوضاع الرهيبة بعد القضاء على الرق في القرن الثامن عشر والتاسع عشر أصبحت المزارع ممكنة تدريجيا.
في أواخر القرن الثامن عشر اكتشف العلماء امكانية استخراج السكر من البنجر الذي يمكن زراعته بصورة جيدة في مناخ أوروبا الشمالية وأمريكا الشمالية الباردة.
مطبخ القرون الوسطى
كان الناس في العصور الوسطى ( 900-1500 ميلادية ) يأكلون لحم البقر ولحم الظأن مع الخضروات وشرائح الخبز، والأغنياء يأكلون لحم الغزال أو لحم الطيور الدراج التي يحصلون عليها من الصيد.
وكان السمك الطبق الرئيسي التقليدي في أيام الأربعاء والجمعة والسبت، وكانت الحيوانات تذبح مباشرة قبل طبخها قدر الامكان، يشوى اللحم على نار هادئة، واللحم القديم يقدم مع الصلصة حادة لاخفاء عمر لحمه.
حفظ الأطعمة
قبل القرن التاسع عشر كانت هناك أساليب جيدة قليلة لحفظ الطعام، وكان اللحم يملح ويدخن والخضروات توضع في الخلّ، وفي عام 1803م صنع المزارع من مريلند أول ثلاجة.
وبعد فترة وجيزة تم قطع الثلج من بحيرات في كل شتاء، وقد أصبحت البحيرات الثلجية شائعة في بيوت الأمريكية وكان يتم تصديره الى الخارج في بعض الأحيان، صنعت أول ماكنة لصنع الثلج في أستراليا في عام 1855 م مما جعل الثلج رخيصا ومتوفرا أكثر، وفي عام 1809 م بدأ صانع الحلوى والمخترع الفرنسي نكولا آبيرت بمعالجة فواكه والخضروات بالحرارة قبل تعليقها وهذا كان يقتل البكتيريا التي تجعل الطعام متعفنا، بعد ثلاثة سنوات أنشأ أول معمل تعليب في العالم في ماسي بفرنسا، بدأ الصناعي البريطاني برايان دونكين بتخزين الطعام في علب محكمة الاغلاق وليس في جرارات زجاجية، بدأ معمل دونكين بحلول عام 1818 م بانتاج علب اللحم المحفوظة وحساء الخضروات المحفوظة بالآلاف.
كانت الأغذية المعلبة في بداية غالية الثمن، لم يستطع أحد أن يخترع أداة نزع أو فتح غطاء العلب، وفي السنوات الخمسين الأولى استعمل الناس المطرقة والأزميل، وكانت الجيوش تحب الأغذية المعلبة بسبب امكانية حملها الى مسافات بعيدة، وأدت طلبات الجيش الى ابقاء على صناعة تعليب الأغذية بصورة مستمرة، لى أن تم ايجاد معدن أخف في الستينات من القرن التاسع عشر، ومنذ ذلك الحين أدى التقدم في التقنية الى جعل الأغذية المعلبة أرخص فأرخص.
الحقوق النشر محفوظة
ويرجى ذكر المصدر في حالة النسخ
اعداد مدونة الأسطورة
تحويلتحويل تعبيراتتعبيرات