امبراطورية أنكا

الأنكاويون


صورة توضح آثار امبراطورية أنكا في أعالي الانديز

ازدهرت امبراطورية الانكا في القرن الخامس عشر والسادس عشر، حيث كانت تحكم من قبل امبراطور يشبه الاله، اللورد أنكا، وكانت عاصمتها كوسكو الواقعة أعلى جبال الانديز، إن النظام الطرق الممتاز الذي كان يربط بين أجزاء الامبراطورية مكن الانكا من السيطرة على أكثر من 10 مليون نسمة، أغلبهم من القبائل المجاورة، وعندما وصل الاسبان في عام 1532 م، كانت امبراطورية الأنكا في أوجها، وقد دمر الفاتحون الاسبان هذه الحضارة في أشهر طمعا بالذهب والفضة في الانكا.


امبراطورية انكا : وعند أوجها بلغت الامبراطورية مدينة اكوادور الحديثة وحتى تشيلي.

كوسكو 

مدينة كوسكو في بيرو هي أعلى مدينة في العالم، وتأخذ شكل الكوجر مع قلعة محصنة على قمتها ومعبد الشمس في قلب المدينة، إن أبنية كوسكو العظيمة كانت تبنى من الصخور الغرانيت المتراصة مع بعضها بصورة متقنة ودون مواد لاصقة بحيث يصعب على سكين ذي نصل حاد أن يدخل بينها، وكانت هذه الأبنية قوية حتى أنها تقاوم الزلازل.
آثار كوسكو عاصمة انكا

نظام الطرق الملكية


قد ربطت امبراطورية الانكا بشبكة من الطرق والجسور تقدر ب 350 ألف كيلومتر، وكان الناس يسافرون على الأقدام، إذ لم تكن هناك خيول أو عربات ذات عجلات، وكانت مسافة بين الملاجئ تتطلب يوما كاملا مشيا على الأقدام، واستخدم الأنكا رسلا يدعون جاسيكو وكانوا سريعين جدا بحيث أن حكام الأنكا كانوا يأكلون السمك الطازج المجلوب اليهم بواسطة هؤلاء الرسل ( جاسيكو ) حتى لو كانوا يعيشون في كوسكو عاصمة الانكا التي كانت تبعد 400 كيلومتر عن البحر.


مركبة درجة الأولى: كان سيد الانكا يتنقل من مكان الى آخر محمولا على أكتاف.

جسور الانكا


بنى الأنكا جسورا معلقة من حبال غليظة وغصينات محاكة ليقيم جسرا على وديان الأنديز الضيقة، ويمسك الناس عقد الحبل وهم يعبرون سيرا على هذه الجسور المتأرجحة التي تمثل أعمالا هندسية متقنة، وكان مسؤولو الحكومة يقومون بتفتيش ومعاينة هذه الجسور بصورة منتظمة للتأكد من سلامتها، وعند الحكم بالموت على شخص ما، فأن الناس المحليين كانوا يؤمرون لأبقاء هذه الجسور في حالة جيدة.

الذهب والفضة في انكا

كان شعب انكا يعتقد ان الذهب هو حلوى الشمس والفضة دموع القمر، كما كان يعتقد أن سيد الانكا هو سليل اله الشمس و المسيطر على هذه المعادن النفيسة وكان في معبد الشمس بكوسكو حديقة مع تماثيل بالأحجام الحية للنباتات والطيور والحيوانات المصنوعة من الذهب والفضة.
بلغ عدد النفوس ابمراطورية الانكا أكثر من 10 ملايين نسمة، وفي أوجها شملت ما يعرف اليوم ببيرو وجنوب كولومبيا وبوليفيا والاكوادور وشمال تشيلي وشمال الأرجنتين، وقد أرادوا حكام الانكا هذه الأراضي الواسعة بدون نظام كتابة أو عربات ذات عجلات.

الزراعة

كانت الزراعة هي أساس الحياة في الأنكا، وكان موسم الزراعة السنوي يبدأ في شهر آب عندما يحرصث سيد الانكا أول بقعة من الأرض بعصاه الحافرة الذهبية وكانوا يستفيدون من كل قطعة أرض تصلح للزراعة، فقد كانت هناك قنوات طويلة تسقي السهول الصحراوية على الساحل، بينما صممت المدرجات على السفوح الجبلية لادخار المياه الثمينة، كانت عوائل المزارعين في الانكا تزرع المحاصيل الزراعية من أجل اطعام الجيش والكهنة، ثم أنفسهم، بينما كانت الخنازير الغينية تربى من أجل لحومها، كان الخشب قليلا عند الانكا لذلك استخدم روث الحيوان اللاما كوقود في البيوت.

ضريبة ميتا 

كان على كل مزارع في الانكا أن يترك حفله ليعمل خمس سنوات للحكومة، سواء في التعدين أو في مد الطرق أو كجندي، وكان هذا العمل الاجباري يسمى ب ( ميتا )، وبينما كانل الرجل يؤدي هذا العمل الاجباري كانت زوجته تقوم بأدارة شؤون العائلة، فالأقاليم المختلفة في امبراطورية الأنكا كانت مختصة في تجهيز الحكومة بمختلف الأعمال، فكل شخص كان يساهم بطريقة معينة، ولم تكن هناك أية بطالة.

الحكومة الرسمية 

كل منطقة كانت لها حكومتها الرسمية، تتأكد من أية العوائل تدفع الضرائب بالمحاصيل وفي العمل، كما تفتش الطرق والجسور وترتب أمور الزواج أيضا وبالاضافة الى ذلك فأن أفراد الحكومة الرسمية كانوا يدخلون البيوت لفحصها والتأكد من أن الأمهات يواصلن تنظيف وترتيب منازلهن.

الملابس

كانت نساء الأنكا يغزلن وينسجن صوف الاليكة واللاما ويصنعن مآزر وتتورات فوقية قصيرة وفضفاضة ومعاطف دافئة، وكان الناس في الوديان الساحلية التي يزرع فيها القطن يلبسون ملابس أخف.

كيبو

لم يكن للانكا أي لغة مكتوبة أو أرقام، ان كانوا بدلا من ذلك يستخدمون الكيبو، والذي هو عبارة عن خيط طويل يتدلى منه حاشية من الشراريب مليئة بالعقد لتمثل مختلف الأشياء، وحفظت سجلات الكيبو في دائرة خاصة في كوسكو كما كانت لدى الحكومة معلومات دقيقة عن كل احوال الامبراطورية كعدد الناس الذين يعيشون في كل منطقة، وسجلات المحاصيل وعن كميات الصوف والأسلحة والمعادن الثمينة في مخازن البيوت، ويعني نظام الكيبو أنه لا يوجد أحد يموت من الجوع في بيرو الانكا، عندما كان يحدث شحة عند موسم الحصاد في أحد أجزاء الامبراطورية، فأن فائض الانتاج في منطقة أخرى كان يوزع بين الناس في ذلك الجزء من الامبراطورية.

سيد الانكا 

كان سيد الانكا حاكم الامبراطورية وكان يعتقد أنه سليل اله الشمس حيث كان يضع على رأسه عصابة من أنابيب ذهبية صغيرة ذات نهايات حمراء، وملابسه كانت تصنع من قبل كاهنات مختصات مدربات، كل ذهب وفضة الامبراطورية كان يدخل في كنوز سيد الانكا الشخصية فكان يأكل في أطباق ذهبية ويجلس على عرش ذهبي، وعلى الرغم من أن سيد الانكا كان له العديد من الأطفال لعدة زوجات، ولكن الملكة الرسمية كانت عادة احدى أخواته بسبب أنها الوحيدة التي تتمتع بنفس المكانة الالهية، وعندما يموب سيد الانكا تصرف ثروته في تزيين ضريحه ومعبده، وهذا يعني ن خلفه يجمع الثورة من جديد، وهذا ما يفسر سبب رغبة سادة الانكا في توسيع امبراطوريتهم ومراقبتها بهذه الصورة الدقيقة.

التواريخ الأساسية

1100 م تقريبا 
تقول الأساطير إن مدينة كوسكو بنيت من قبل مانكو كاباك.
1300 م تقريبا
سيطر شعب الأنكا في كوسكو على أراضي الانديز العالية والمجاورة لهم.
1438 م تقريبا 
تسلمحاكم الانكا ياجاكبوتي انكا يويانكيو السلطة مع ابنه المحارب توبا انكا يوبانكيو الذي أخضع أغلب قبائل الانديز الأخرى له.
1493 م
مات توبا أنكا يوبانكيو، وقد امتدت الامبراطورية الى مسافة 40 ألف كيلومتر عبر الأراضي الانديز وعلى طول ساحل المحيط الهادي في أمريكا الجنوبية.
1525 م مات سيد انكا هوايان كاباك قبل أن يعين وريثا له، وهذا ما أدى الى وقوع حرب أهلية بين ولديه هواسكار واتاهوالبا، بنى اتاهوالبا قصرا في مدينة كاجاماركا، وأخيرا دحر أخيه من ثم قتله.
1531 م
ترك المغامر الاسباني فرانسيسكو بتزارو باناما واتجه الى بيرو، وقد سمع تقارير مغربة عن ثروة الانكا، فأقنع الحكومة الاسبانية لمساعدته وتجهيز رحلته بصورة جيدة.
1532م
انطلق بيزارو الى كاجاماركا، بينما نقل له رسل اتاهوالبا معلومات مستمرة عن تقد الفاتحين، فبعث لهم هدايا ثمينة جدا، رفض بيزارو و أسر أتاهوالبا في بادئ الأمر ومقابل اطلاق سراحه قدم له حاكم انكا غرفة مملوءة بالكنوز المشتملة على الذهب والفضة.
1533 م
بعد أن تسلم بيزارو الفدية الخرافية من اتاهوالبا اتهمه باثارة التمرد ضد اسبان فحكم عليه بالموت شنقا، ليتشتت شعب امبراطورية الانكا.
1535 م
انتخب بيزارو ليما عاصمة له وعندما بدأ الفاتحون الاوائل بالقتال فيما بينهم سيطرت الحكومة الاسبانية على البيرو.
1541 م
قتل بيزارو في ليما على بد أحد اسبان.
1573 م
سيطر الاسبان على آخر أقاليم النكا المستقلة وقطعوا رأس آخر لورد لهم توباك أمارو، عمل شعب الأنكا كعبيد لدى الاسبان في مزارع أراضيهم الشاسعة وفي مناجم الذهب والنحاس.

حقوق النشر محفوظة
اعداد مدونة روائع التاريخ
نررجوا ان ينال الموضوع اعجابكم