واقع العلاقات الدولية قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية


واقع العلاقات الدولية قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية 

خريطة العالم السياسي 

إمبراطوريات استعمارية 

إذا كان من نتائج الحرب العالمية الأولى سقوط الإمبراطورية " النمساوية المجرية " وكذا العثمانية فالحال كان عكس ذلك بالنسبة للإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية حيث كانتا تسيطران على معظم شعوب إفريقيا وآسيا وتزايد نفوذ البلدين كل في مناطق إحتلالية فاعتبرت هذه المستعمرات – اقتصاديا – كمجال حيوي ( جلب الخامات وتسويق فائض الإنتاج الصناعي واستثمار راس المال ...) كما استغلت بريطانيا وفرنسا مستعمراتهما لتجنيد شباب المستعمرات ونقله لساحات المعار كفي أوربا ، شمال إفريقيا وآسيا . كما أقامتا قواعد عسكرية خلفية في خدمة أمن البلدين ( قاعدة مرسى الكبير غرب وهران ) .

دكتاتوريات ( إيطاليا ، ألمانيا ، اليابان ) 

كانت لها أطماع توسعية لكسب مجال حيوي يسخر لاقتصادها وسياستها ( على غرار كانت تستفيد منه بريطانيا وفرنسا ) .- قوى ذات وزن متزايد ( الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي :كانت لهما تطلعات و أهداف خارج حدودهما أي في أمريكا اللاتينية خاصة والعالم الرأسمالي عامة بالنسبة لواشنطن وفي أوربا السلافية ( أي شرق أوربا ) بالنسبة لموسكو . كما عرفت الخريطة السياسية للعالم تغييرات هامة خاصة في أوربا ، وذلك بين الحربين وأهمها تلك التي تسبب فيها :

مؤتمر الصلح في باريس من خلال سلسلة المعاهدات التي فرضت على الدول المنهزمة في الحرب العالمية الأولى ( ألمانيا ، النمسا ، بلغاريا ، المجر ، والدولة العثمانية ) .

معاهدة فرساي (28جوان 1919) وفرضت على ألمانيا التنازل عن :
 * الالزاس واللورين لصالح فرنسا 
* أوبن ومال ميدي لصالح بلجيكا
 * السوديت لصالح تشيكوسلوفاكيا
 * ممر عرضه 84 كلم  لصالح بولونيا .

معاهدة سان جرمان (19/10/1919) وفرضت على النمسا التنازل عن : 
* بوهيميا وجزء من سيليزيا لصالح تشيكوسلوفاكيا
* إستيريا التيرول وتريستا لصالح إيطاليا
 *ساحل دلماشيا وسلوفينيا لصالح يوغسلافيا 

معاهدة نويي ( 28/10/1919) وفرضت على بلغاريا التنازل :
 * مقدونيا التي قسمت بين اليونان ويوغسلافيا .
* دو بروجا لصالح رومانيا .

 معاهدة ترييانون ( 04/06/1920) وفرضت على المجر التنازل عن : 
* سلوفاكيا لصاح تشيكوسلوفاكيا.
 * ترنسلفانيا لصالح رومانيا
* كرواتيا لصالح يوغسلافيا .-

معاهدة السيفر ( 10/08/1920) ثم لوزان ( جويلية 1923 ) فرضتا على تركيا مايلي : * التخلي عن الولايات العربية المشرقية 
* فقدان أراضيها في أوربا باستثناء القسطنطينية .
* التنازل عن جزر بحر ايجا  لصالح اليونان .   كما عرفت الخريطة السياسية تغييرات أخرى في الثلاثينيات .
*احتلال اليابان لمنشوريا سنة 1931 .
 * احتلال ايطاليا للحبشة سنة 1935 .
* ضم ألمانيا للنمسا في مارس 1938. 
* ضم ألمانيا للسوديت في سبتمبر 1938.
* احتلال ألمانيا لبقية تشيكوسلوفاكيا في مارس 1939.
 * احتلال ايطاليا لألبانيا سنة 1939.  
* اقتسام ألمانيا والاتحاد السوفياتي فيما بينهما لبولونيا في سبتمبر 1939

واقع العلاقات الدولية بين الحربين :

لقد سادت في فترة ما بين الحربين أوضاع دولية متوترة وكثيرة التأزم حيث إنعدمت الثقة بين الدول ويمكن إدراك ذلك من خلال .مؤتمر الصلح ( باريس 1939) :-وجاءت قراراته معبرة عن ميزان القوة القائم آنذاك خاصة فيما يتعلق بتغيير الخريطة السياسية . فأخذت التسوية بعين الاعتبار النقاط التالية "مبادئ " ولسن " -الاتفاقيات والوعود كاتفاقية سايكس بيكو ، ووعد بلفور ) مصالح وأطماع الدول الكبرى ( بريطانيا وفرنسا ) لذا كان السلام هشا إذ أن التغيرات التي طرأت على موازين القوى في الثلاثينيات أنبأت بتغيير الخريطة من جديد .ولما كانت تسوية فرساي ذات طابع الإكراه والانتقام فلم تكن قادرة على ضمان أمن دولي حقيقي إذ تركت شعورا بالإهانة لدى الألمان وشعورا بخيبة الأمل لدى الإيطاليين .

الأزمة الاقتصادية ( 1929) :

 لقد كانت الحرب العالمية الأولى محاولة من الدول الكبرى لحل مشاكلها الاقتصادية إلا أن هذه الحرب جلبت مزيدا من الأزمات فما أزمة سنة 1929 إلا نتيجة لتسوية فرساي وللحرب العالمية الأولى أساسا .

الدكتاتوريات :

 وهي أنظمة شمولية تستبعد مشاركة الشعب في الحكم فقد استغلت الأوضاع المتدهورة بعد الحرب العالمية الأولى للانفراد بالسلطة 

.الفاشية  في ايطاليا سنة 1922 بزعامة موس وليني .

*الكمالية في تركيا سنة 1923 بزعامة كمال أتاتورك .

*النازية في ألمانيا سنة 1933 بزعامة هتلر .

*الفلنجية في أسبانيا سنة 1936 بزعامة فرانكو .العسكريين بين اليابان مع نهاية العشرينيات.فاقتنعت معظم هذه الدول ( ألمانيا ، إيطاليا ، اليابان ) بأن المجال الحيوي هو الحل الوحيد لمشاكلها الاقتصادية .فشل العصبة : تعد العصبة من نتائج مؤتمر الصلح جاءت كجهاز لصيانة الأمن والسلام الدوليين إلا أنها لم تكن إلا مجرد أداة في يد الدول الكبرى كبريطانيا وفرنسا  .

ظهور التحالفات السياسية : 

وكانت نابعة من المصالح الخاصة لكل دولة .
*المحور وظهر هذا الهدف في نوفمبر 1936 ضم ألمانيا واليابان وإيطاليا.*الحلف الرباعي ( انجلترا ، فرنسا ، والاتحاد السوفياتي ، وبولونيا ) في ماي 1935 .

*الحلف الرباعي ( إنجلترا ، فرنسا ، تشيكوسلوفاكيا ، وبولونيا ) الحلف الجرماني السوفيتي أوت 1939

.-مؤتمر ميونخ 1938:
انعقد في 30/11/1938 ضم انجلترا ، فرنسا ، ايطاليا وألمانيا للنظر في الأزمة التشيكية ( كان هتلر يطالب بالسوديت أما تشيكوسلوفاكيا فترفض التنازل عن هذا الإقليم ) ظنا منها إن حلفاءها (انجلترا ، فرنسا) سيساندونها إلا ان الاختلاف الاديولجي بين انجلترا وفرنسا من جهة والاتحاد السوفياتي من جهة أخرى جعل الطرف الأول يتساهل مع هتلر ويراوده في في نزعته التوسعية نحو الشرق للاصطدام بالاتحاد السوفيتي لذا أعلن تشمبرلين ودلاديي تاييدهما لهتلر في ضمه للسوديت .

انعكاسات مؤتمر ميونخ :

أ‌-معنويا : أضعف تنكر بريطانيا وفرنسا لحلفائهما الصغار من وزنهما وفتح الباب أمام النوايا التوسعية لهتلر .

2‌-دبلوماسيا : انهار التحالف الإنجليزي الفرنسي السوفيتي بعد التأييد اللامسؤول لسياسة هتلر التوسعية نحو الشرق .

جـ- عسكريا : فقدت انجلترا وفرنسا الاتحاد السوفياتي كحليف في شرق ووسط أوربا 
.
الحلف الجرماني السوفياتي ( 23/08/1939)
: وقع على ميلاده وزيرا خارجية البلدين ( ليبنتروب " و " ومولو توف " بموسكو وتتضمن : •امتناع الطرفين عن المشاركة في أي حلف عسكري يهدد أحدهما .•عدم الاعتداء أحدهما على الثاني أي حسن الجوار .•مدة الحلف عشر سنوات .•بند سري : اقتسام بولونيا ودويلات لبلطيق فيما بين ألمانيا والاتحاد السوفياتي .وكان هدف هتلر من هذا الحلف تأمين الحدود الشرقية لبلاده وتحطيم التحالف السوفياتي الغربي وكذا الرد على التحالفات الغربية التي كانت تضايقه ، أما ستالين فكان هدفه تأمين حدوده الشرقية من ضربات اليابان ، وتوجيه نشاط هتلر نحو الغرب ربحا للوقت لاستكمال بناء قوته العسكرية وفي نفس الوقت الرد على سياسة الغرب في مؤتمر ميونخ وإضعاف مراكز القوى الاستعمارية .