الاستقـلال الهنـدي


حكم البريطانيون المنطقة التي تعرف اليوم بالهند وباكستان وبنغلادش حتى عام 1947، وقاد المجلس الوطني الهندي الذي استلهم نشاطه من زعيمه مهاتما غاندي حملة من أجل الاستقلال، فالمؤتمر طالب بهند المستقلة كبلد واحد، ولكنه اضطر في النهاية على قبول التقسيم الذي أنشأ دولتين، وهما الهند الهندوس وباكستان للمسلمين وكان جواهر لال نهرو أول رئيس للهند المستقلة.

المجلس الوطني الهندي 

كان المؤتمر الوطني الهندي الذي تأسس عام 1885 يمثل النخبة المثقفة من الهنود الذين سئموا الحكم البريطاني وأرادوا حكما ذاتيا محدودا، وعندما رفضت بريطانيا تلبية هذه المطالب أقدم المؤتمر الوطني وكنتيجة للمعارك التي نشبت في أعقاب ذلك على المطالبة باستقلال كامل، وقد سيطر المؤتمر على الحياة السياسة في الهند منذ الاستقلال عام 1947.

التقسيم 

 في عام 1947 كان هناك عداء كبير في الهند بين الناس ذوي الأديان المختلفة، فقد رفضت الأقلية المسلمة بقيادة محمد علي جناح ( 1876-1948 ) أن تحكم من قبل الأغلبية الهندوسية، وضعت بريطانيا التقسيم بصورة عملية فأعطت للمسلمين دولتهم الخاصة والتي عرفت بباكستان، وقد أدى هذا التقسيم إلى معاناة كبيرة فالملايين من المسلمين هربوا من الهند بينما هرب الهندوس من باكستان.

جواهر لال نهرو 

 أصبح جواهر لال نهرو ( 1889-1964) المتعلم في انجلترا رئيسا للمؤتمر الوطني الهندي عام 1929، وقد سجن مرات عديدة بسبب مواقفه المعارضة للحكم البريطاني، وفي عام 1947 أصبح نهرو  أول رئيس للوزراء في الهند، وبقي قي منصبه حتى وفاته عام 1964، ثم أصبحت ابنته انديرا غاندي ( 1917-1984) رئيسة للوزراء في الهند.

بدأت حركة الجماهير في الهند بصورة جيدة ضد الحكم البريطاني بعد الحرب العالمية الأولى، وفي عام 1919 أدت التظاهرات والإضرابات وأعمال الشغب من قبل الشعب الهندي إلى حدوث صدمات مع الحشود البريطانية في مدينة أمر بتساو بإقليم البنجابي شمال الهند، ففتحت القوات البريطانية بقيادة الجنرال ريجاينالد داير ( 1864-1927) النار على المتظاهرين وقتلت 379 هنديا وجرحت أكثر من ألف آخرين، هذا الحادث زاد من حقد وكراهية الهنود للحكم البريطاني.

التمرد السلمي

أصبح مهاتما غاندي (1829-1948) زعيما للحركة القومية المناهضة لبريطانيا، فقد ألهم الشعب الهندي بمبادئه في العصيان المدني السلمي، فشجع الشعب الهندي على عدم التعاون مع البريطانيين بأي شكل من الأشكال إضافة إلى عصيانهم للقوانين التي كانوا يعتقدون أنها غير عادلة وتحت قيادته كان المحتجون الهنود غالبا ما يسمحون  لأنفسهم بأن يتعرضوا للضرب بهراوات الشرطة دون أن يدافعوا عن أنفسهم أو الدخول في مصادمات عنيفة .

مسيرة الملح

 في عام 1930 وصلت حملة العصيان المدني ذروتها في احتجاج أصبح يعرف بمسيرة الملح، ففي ظل الحكم البريطاني للهند كانت عملية استخراج الملح من البحر عملية غير قانونية، وكان على الهنود شراء الملح المفروض عليه ضريبة من قبل الحكومة .قاد غاندي أتباعه 320 كم 200 ميل من سابرماتي إلى البحر في داندي قرب مدينة بومبي في الساحل الغربي للهند حيث كان الهنود  يستخرجون الملح من البحر، ولكن الرد البريطاني كان عنيفا .حيث اعتقل جميع الهنود ومن ضمنهم غاندي .

يذهب غاندي إلى لندن

كان البريطانيون يعرفون جيدا انه ليس باستطاعتهم الاستمرار في حكم الهند لمدة طويلة بدون تعاون الشعب الهندي، في عام 1931و1932 عقدت بريطانيا مؤتمرات حول الهند في لندن وحضر غاندي هذه المؤتمرات العظيمة بملابس بسيطة لقروي هندي. وقد التقى الملك البريطاني جورج الخامس وسياسيين من أعلى المستويات، ولكنه عندما عاد إلى الهند اعتقل مرة اخرى .

الهند تنال استقلالها

خلا الحرب العالمية الثانية ( 1939-1945) استمر الهنود في حملتهم من اجل الاستقلال، في بريطانيا انتخبت الحكومة العالمية الثانية .فقررت الإدارة الجديدة منح الهند الاستقلال بأسرع ميمكن  ونالت الهند استقللها في 15 اب 1947 .

التواريخ الأساسية 


1905م: بدا المؤتمر الوطني الهندي حملته من اجل حكم ذاتي للهند في ظل سيطرة الإمبراطورية البريطانية .

1919م:بدا مهاتما غاندي حملة العصيان المدني ضد البريطانيين .وأمر الجنرال ريجنالد داير قواته بإطلاق النار على الهنود العزل في امريتسار وقتلت379 شخصا .

1930م: قاد غاندي أتباعه في مسيرة الملح إلى البحر في داندي على ساحل الهند الغربي متحديا الحظر البريطاني على استخراج الملح من مياه البحر . فصادق البرلمان البريطاني على قانون الحكومة الهندية الذي منح الهنود حقهم في إدارة الحكومة المحلية.

1942م: تم اعتقال غاندي وجميع زعماء المؤتمر بسبب مطالبتهم بمغادرة بريطانيا للهند .
1947م:  أصبحت الهند وباكستان دولتين مستقلتين .وانقسمت باكستان إلى قسمين . باكستان الشرقية وباكستان الغربية، لقد أسفرت حوادث العنف بين المسلمين والهندوس إلى مقتل أكثر من مليون الشخص .
1948م:  اغتال متطرف هندوسي مهاتما غاندي.
1971م:  ثارت باكستان الشرقية ضد الحكومة الباكستانية لتعلن بعد ذلك استقلالها وأعيد تسميتها بنغلادش.
موسوعة تاريخ العالم 

نرجو أن ينال الموضوع إعجابكم 

حقوق النسخ محفوظة 
يرجى ذكر المصدر عند النسخ وشكرا 
الأسطورة