الملابس الأولية
لبست الشعوب الملابس لأول مرة من أجل وقاية نفسها من الطقس، فالناس الأوائل الذين ارتدوا الملابس يعودون الى قبل 30 ألف عاما، إبان العصر الجليدي كان الصيادون في المناطق الباردة يتغلبون على البرد من خلال تغطية انفسهم بجلود الحيوانات التي يصطادونها، وقد تعلم هؤلاء بسرعة كيف يقومون بخياطة القطع الجلدية مع بعضها بواسطة الابر المصنوعة من العظام والخيوط الجلدية، وكان الناس في المناطق الدافئة يرتدون الملابس يرتدون الملابس أيضا، وهي عبارة عن أثواب خفيفة مصنوعة من خصلات الصوف التي تعكس الحرارة وحفظ البرودة داخل أجسامهم، وبدأ الناس بغزل الصوف لصناعة خيوط التي يتم حياكتها بعد ذلك بواسطة النول لعمل الأقمشة، ان السبب الآخر لارتداء الملابس هو من أجل حصول على هوية شخصية محددة لكل فرد، وفي وسط الشعوب الافريقية، فان الزعيم هو الشخص الوحيد الذي يمكنه ارتداء جلد الأسد، أما كهنة مصر القدماء ( في فترة من 3000 قبل الميلاد الى 500 قبل الميلاد)، فكان يتم التعرف عليهم بواسطة ارتداءهم عباءة مصنوعة من جلد الفهد، وفي القرن التاسع العشر، كان رجال من سكان أمريكا الأصليين يضعون الريش على رؤوسهم للاحتفال بالمآثر التي حققوها، وكان يتم تقديم غطاء الرأس جميل مصنوع من الريش للزعيم الكبير أو محارب القبيلة.
غطاء الرأس مصنوع من الريش : وكان هذا الغطاء يتم ارتداءه من قبل الزعيم العجل الأصفر زعيم اراباهو، وهي قبيلة من سكان أمريكيا الأصليين يعيشون في السهول الواسعة.
صياد العصر الجليدي : يتم تقطيع جلود الحيوانات، ثم جعله مرنا بواسطة الشحوم، وبعد ذلك يتم خياطة هذه القطع مع بعضها البعض من أجل صناعة الملابس.
الملابس الاغرقية والرومانية القديمة
كان الاغريق القدماء يرتدون ثوبا يعرف بالخيتون، ويتألف من قطعتين مستطيلتين من الصوف أو الكتان يتم وضعهما معا على الكتفين ويرتبطان مع بعضهما البعض بواسطة الدبابيس، وفي البعض الأحيان يتم خياطة القطعتين مع بعضهما من جانبيهما، وكانت النساء يرتدين الخيتون الطويل، في حين يرتدي الرجال النوع الذي يصل الى الركبة.الخيتون الأغريقي
إن هذا النوع من الخيتون يشبه ذلك الذي كان يتم ارتداءه في القرن الخامس قبل الميلاد.ربط الخيتون بالحزام
وكلا الجنسين كانا يكسبان الخيتون بواسطة معطف فضفاض وشملة يطرحونها على الكتف، وكان الرومان القدماء يرتدون رداء بسيط يدعى " التنك " وهو مشتق من الخيتون الاغريقي، وهذا الرداء كان أكثر شيوعا بين مختلف الطبقات الاجتماعية، والأكثر من ذلك، فإن الذكور الرومان كانوا يرتدون رداءا فضفاضا يدعى التوغا، وهو أطول من الشملة ويمكن ثنيها الى طيات كثيرة بصورة متقنة، ويتم اعداد التوغا أساسا من القماش صوفي الأبيض، وفي فترات لاحقة بدأ تزيين التوغا بالأشرطة ملونة تدل على رتبة صاحبها، فالأشرطة الأرغوانية تدل على أن صاحب الرداء كان قاضيا أو موضفا امبراطوريا مثل النائب في مجلس الشيوخ، وفي أواخر العهد الرومان كان يتم ارتداء التوغا في المناسبات الرسمية فقط، وكانت النساء الرومانيات يرتدين البالا ( هو شال صوفي ) فوق التنك، والنساء من الطبقات الرفيعة كن يفضلن تسريحة الشعر المتقنة، وكن في بعض الأحيان يصبغن شعرهن أيضا، وكان الرومان يمشون حفاة الأقدام أو يرتدون الصنادل الجلدية وهي متنوعة، الخفيفة في الجنوب والسميكة يرتدونها شمال الامبراطورية حيث المناخ بارد.أقمشة غرب افريقيا
كان شعب مملكة آشانتي ( حاليا دولة غانا في افريقيا ) يصنع أقمشة جميلة، وقد زادت حنكة صناعة هذه الأقمشة حتى وصل شعب الآشانتي الى أوج قدرته في القرن السابع عشر والثامن عشر، ان الكثير من أقمشة كانت مصنوعة من القطن المغزول، وان احد أنواعها يدعى "كنت" وهو شكل اشرطة ضيقة من المادة المذكورة يتم خياطتها مع بعضها البعض، وهناك نوع آخر يدعى "أدرينكا" وهو مزركش برسوم ملونة حيث يتم قطع القوالب للرسم من القشرة الصلبة للشجرة القرع ثم يتم غمرها بالصبغة التي يتم صنعها من مواد طبيعية وبعد ذلك يتم كبس القالب على القماش القطني كما يتم كبس الختم المطاطي، وقام شعب آشانتي بصياغة الحلى الذهبية الجميلة.
ملابس الأزتك
الطبقات العليا في المجتمع كان غطاء رأسهم مصنوع من الريش .
الملابس المبهرجة للبيزنطيين
ان حاشية الملكية لامبراطورية بيزنطية القوية ( من 285 الى 1453 م) كانت ترتدي النمط الروماني في مجال الملابس، وكانت عاصمتهم القسطنطينية قريبة الى الصين كمصدر للحرير والهند كالمصدر للقطن، لذلك فإن الملابس البيزنطية كانت مزركشة بصورة أكثر سخاء من ملابس الرومانية، كما ان البيزنطيين كانوا يستخدمون ملابس مغالية في زركتشها وغالبا ما تكون مرصعة بلمجوهرات متألقة، ونتيجة لذلك فان ملابسهم كانت تشد الأنظار انبهارا بالرغم من أنها قاسية وغير مريحة في ارتداءها، وتحت هذه الملابس الثقيلة والفاخرة كن البيزنطيون يرتدون بعض الأحيان كساءا أكثر تناسبا مثل السراويل، وقد تم انتخاب هذا النمط من الزي من اجزاء الشمالية للامبراطورية.
ملابس الفايكنغ
كان الفايكنغ ( من 800 الى 1050 م) في حاجة الى ملابس دافئة من أجل المحافظة على انفسهم من البرد و تساعدهم الملابس اذا كانت ضيقة على ابقاء الهواء الدافئ داخل طبقات ملابسهم، وكان الراجل الفايكنغ يرتدون السراويل والقمصان ذات أكمام طويلة مصنوعة من مادة الصوف السميكة، وفوق ذلك يرتدون تنك طويل ومعطف فضفاض من الصوف السميك، وهناك بديل للمعطف الفضفاض وهو دثار من الفرو، وغالبية نساء الفايكنغ كن يرتدين ملابس بسيطة تشبه المئزر المصنوع من الصوف.وكان الفايكنغ يستخدمون حلي من المعدن المزخرف تدل على مكانتهم الاجتماعية، كما كان ابزيم الحزام والدبوس الزينة والقلادات من الأشياء الشائعة بينهم، وفي بعض الأحيان يتم تقديم سوار من الفضة أو الذهب كمكافأة للرجال الذين ينجحون في شن غارة على العدو أو أثناء الحرب.
محاربون الفايكنغ: كان هؤلاء المحاربون يرتدون المعطف فوق أحد أكتاف من أجل ترك اليد الأخرى طليقة لاستخدام السيف.
ملابس اليابانيون
الملابس التقليدية لليابان كانت أساسا الكيمونو، وهو رداء مع حزام أو وشاح يتم ربطه على الخصر، وهو لباس تقليدي للمرأة والرجل على حد سواء، وهناك مجموعة من ملابس للطبقات الاجتماعية المختلفة، فالطبقات الراقية من المجتمع ترتدي الملابس الفاخرة، وقد تم استخدام تقنية جديدة في التلوين في عهد إدو ( 1600 الى 1868 م) حيث كان يتم زركشة الكيمونو بالألوان مختلفة وأصبح الحزام أوسع وأطول، وأصبح الرجال يرتدون سترة فضفاضة تدعى هاوري فوق الكيمونو، وفي نهاية عهد إدو أصبحت الحكومة ممتعضة بسبب اسراف الطبقة المتوسطة في مجال الملابس، لذلك وضعت الحكومة مقررات جديدة بالنسبة للملابس، تحظر الألوان البراقة.
الكيمونو الياباني
ملابس القرون الوسطى
كان أبناء الطبقة المرفهة خلال القرون الوسطى في أوروبا ( من 900 الى 1500م) يرتدون ملابس راقية وتجارة الصوف زودت الأسواق بالأنواع من الأنسجة يمكن تلوينها بألوان المختلفة الا أن حملات الصليبية حثت على اجراء الاتصال مع الشرق الأوسط وبلدان أقصى آسيا الأمر الذي أدى الى التعرف على مواد غريبة جدا وأزياء متنوعة، وكان أبناء الطبقات الفقيرة يصنعون ملابسهم بأنفسهم وذلك بأسلوب بسيط ولكن بألوان زاهية كالآخرين، ان الموضة كانت تتغير كثيرا أثناء القرون الوسطى ( العصور الوسطى ) ففي بداية هذه العصور، كان الرجال والنساء يلبسون التنك بأساليب مختلفة.
في بعض الاحيان تكون ذات اكمام مفتوحة من احدى جوانبها حتى الخصر، وكان التنك الذي تلبسه النساء غالبا ما يتم شده برباط على الظهر، وفي القرن الرابع عشر، كانت النساء غالبا ما ترتدي لباس ذات طبقات متباينة مع ثوب تحت المعطف، ويتم تقصير الملابس الفوقية من أجل ظهور حاشية الثوب التحتي، ويتم تزيين المعطف بالفرو أو جعل بطانته من فرو، ليتم ارتداءه في الشتاء، وقد تحول الرجال عن التنك الى السترة الضيقة وهي السترة يتم ربطها بالحزام، وفي القرن الخامس عشر أصبح لباس هوبلاند ذو شعبية كبيرة، وهو عبارة عن ثوب خارجي طويل وفضفاض، ويتم ربطه من الأمام، وكان الرجال يرتدون كالسترة، في حين ان النوع النسوي منه كان أقرب الى الفستان منه الى أي شيئ آخر.
وأصبح غطاء الرأس أيضا زيا رائجا في آواخر العصور الوسطى.
الملابس التحتية المفصلة
كانت انساء الغربيات الغنيات في القرن التاسع عشر يلبسن عدة طبقات من الملابس التحتية، كان يتم تعزيز المشد النسوي بعظام الحوت أو الفولاذ لكي يمنحهن خصرا نحيفا، وكن يستخدمن عدة تنانير من أجل ملأ الفستان، ويتم تدعيم هذه التنانير بواسطة شعر الخيل، لقد بدأ استخدام القرينول في عام 1856 م، وهو بمثابة قفص ذو أطواق حديدية دائرية يتم ربطه بالخصر ويعطي مظهر الجسم للفستان، لذلك لايمكن ارتداء سوى تنورة واحدة أو اثنين مع هذا القفص.
الحقوق النشر محفوظة
اعداد مدونة روائع التاريخ
تحويلتحويل تعبيراتتعبيرات