شعب البوبلو

شعب البوبلو

كان شعب آناسازي يعيش في الصحاري الجبلية في الجنوب الغربي لأمريكا الشمالية، وبين عام 1050 م و1300 م بنوا قرى ذات مباني من عدة طوابق وغرف وأطلق عليها بوبلو، البعض من البوبلو كان يمتلك أكثر من 200 غرفة وكان رجال الأناساي يقيمون طقوسهم الدينية في غرف تحت الأرض تسمى الكيفا، وقد كان الأناساز مزارعين وحرفيين مهرة، وينحدر منهم شعب البوبلو في أريزونا ونيومكسيكو.




الكيفا 

 كانت الكيفا غرفة مدورة مغمورة في القاع، فهي شيئ بين الكنيسة والمنتدى، وكان الرجال فقط يستطعون دخول الكيفا حيث يناقشون فيها أمور الصحة ودفاع للبوبلو وفي سرية تامة، كما كانوا يقيمون طقوسهم الدينية من أجل نزول المطر لإرواء محاصيلهم الزراعية ولدفع أضرار العواصف، أما الطقوس الدينية العامة مثل رقصات المطر فكانت تجري في ساحات العامة.



في آواخر القرن السابع عشر حصل شعب البوبلو على الخيول من المستعمرات الاسبانية في نيومكسيكو، وقد تاجروا بهذه الحيوانات مع القبائل الشمالية، مثل قبيلة آوتي أو فقدوها خلال الغارات، لقد غيرت الخيول طريقة حياة الأمريكان الأصليين بالتدرج، وفي عام 1750 استخدمت قبائل الصيد البفالو في السهول العظيمة على سرعة وقوة خيولهم .
إن كلمة البوبلو في اللغة الاسبانية تعني القرية، وقد استخدمت لوصف طريقة حياة العديد من القبائل الأمريكية الأصلية، بنى شعب الأناساز أكبر بوبلو، وقد عاشوا في منطقة أطلق عليها الزوايا الأربعة والتي تشمل زوايا الولايات الأمريكية يوتا وكولارادو و اريزونا ونيومكسيكو، وينحدر شعب الأناساز من المزارعين الأوائل والمعروفين ب باسكت ميجر.

شعب الباسكت ميغر

يعيش الباسكت ميجر في منازل وهي غرف مغمورة مصنوعة من زند الأخشاب والمتلاصقة بالطين، إن الغرف الكيفا المقدسة لشعب الأناساز ربما بنيت على أساس مظهرهم وتصميمهم، كان الباسكت ميجر مزارعين، ولكنهم كانوا أيضا يجمعون النباتات البرية ويصيدون الأيائل والأرانب، وكانوا يحيكون الأنسجة النباتية مستخدمين ألياف الصبار  الأمريكي ونباتات من الفصيلة الزنبقية وألياف القصب المائية الأمريكية، ويصنعون الأوعية والسلات المصنوعة من أماليد مجدولة وحقائب مرنة وحتى أكفان الدفن، كما صنعوا أيضا صنادل، كان الباسكت ميجر يأكلون وجبات متعادلة من الحنطة واللوبيا والقرع وكانوا يحتفظون بالديكة لأجل لحومها وريشها، ونموا القطن والتبغ، كما صنعوا الأواني الخزفية.
لقد طور شعب الأناساز كل هذه العناصر لتكون ثقافة غنية.

البوبلو الأناسازية

بنى الأناساز البوبلو باتقان وذلك من البن والخشب والحجر، وهذه البيوت كانت على ارتفاع الطابق الرابع، وكانت سقوف الغرف التي هي بمستوى واحد، باحة للغرف التي تقع فوقها، كانت جدران البوبلو ضد هجمات الأعداء، وآثار الأناساز لا تشير إلى أن العوائل الغنية كانت تعيش في غرف أكبر، إذ أن جميع البيوت كانت متساوية من حيث مساحة الفضاء والنوعية الطعام.


صورة لباقيا حضارة الأنسازي

الزراعة

 كان الرجال والنساء الاناساز يعملون في حقول بحجم الحدائق، وعلى غرار باسكت ميجر، فالأناساز زرعوا الحنطة واللوبيا والقرع، وقد سقوا المحاصيل الزراعية بنظام معقد من قماع المطر والقنوات والسدود .

صناعة الفخار 

 صنع الاناساز أواني جميلة وبأشكال غريبة، فقد صنعوا أواني تشبه البط والطير، برقبة نحيفة أو قرب ذات رقبتين أو مقابض كالركاب وجرات شبيهة بالحلقات، وقد رسموا على هذه الأواني تصاميم مفعمة بالحياة، وبالألوان تتألف عادة من اللون الأسود على الأبيض، وبينما كانت النساء تصنعن الأواني الفخارية، كان الرجال يقومون بعمل الحياكة.


قطعة أثرية من الفخار لشعب البوبلو

التجارة 

على الرغم من أن البوبلوات الاناسازية كانت مزدهرة وكتفية ذاتيا، إلا أن الشواهد تدل على أنهم كانوا قد مارسوا التجارة مع نيومكسيكو، وربما مع شعب وادي الميسيسيبي ثمن سكان البوبلو أحجار الفيروز، والريش الملون البراق للطيور المستوردة مثل الببغاوات، البوبلو الكبيرة مثل بوبلو بونيتو كانت لها سوقا لتبادل السلع النفيسة وكذلك الأطعمة المحلية من الجنوب أو الشرق.

   التواريخ الأساسية

100-500 م تقريبا
استقر الباسكت ميجر أسلاف الأناساز في القرى، وبنو بيوتا على هيئة الحفر من جذوع الأشجار المتماسكة.
500-700 م تقريبا
بنى باسكت ميجر بيوتا فوق الأرض، بينما تحولت البيوت الحفر القديمة إلى كيفا ( غرف تحت الأرض ).
1050-1300 م تقريبا 
تم بناء أكبر وأكثر البوبولوات الأناسازية طموحا ( قرى ذات وحدات سكنية )، إن الجدران العالية والأبراج المراقبة وسهولة دفاع مواقعها على الجرف الصخري، تدل على أن البوبلوات كانت تتعرض الى هجمات منتظمة، ويحتمل أن كان الغزاة من أسلاف قبائل الأباشي والنافاجو.
1300 م تقريبا
هاجر العديد من البولوات الاناسازية في شمال نيو مكسيكو، بينما اتجه الناجون من المجاعة من الجفاف ومن هجمات القبائل المتنافسة الى وسط أريزونا.
1539م
وصل أول مكتشف إسباني الى بلاد البوبلو وهذه الحملات لم يكن لها تأثير على أسلوب حياة البوبلو.
1598 م
أسس المستوطنون الاسبان مستعمرة نيومكسيكو مع سانتافاي كعاصمة، حاول المبشرون المسيحيون اقناع شعب البوبلو على اعتناق المسيحية، جلب اسبان معهم أطعمة جديدة مثل القمح والخوخ، ومهارات جديدة مثل غزل الصوف والحياكة.
1680 م
ثار شعب البوبلو على ضد حكام الاسبان وحصلوا منهم على الخيول.
1680 م
استعاد الاسبان سيطرتهم على مناطق البوبلو، وعلى رغم من مقاومة السلمية استمر شعب البوبلو في حياتهم بنفس الطريقة.


يرجى ذكر المصدر عند النسخ