الأسلحة عبر العصور

الأسلحة عبر العصور 


الأسلحة البدائية

لقد بدأ الانسان يصنع الأسلحة منذ أكثر من مليوني سنة، وكانت الذأسلحة الأولى مصنوعة من الصوان الذي يمكن منحه حافة حادة، فكانت الفؤوس الأولية تصنع من الصوان الذي يمسك باليد دون ان تكون لها مقابض، وكانت الرماح مصنوعة من صوان ذي حافة حادة متصل بعمود من الخشب، وعندما بدأت صناعة المعدن من حوالي 6 آلاف سنة، استبدلت رؤوس الفؤوس بالمعادن بدل حجر الصوان، لا يزال هناك أشخاص يعيشون على الصيد ويستخدمون نفس الأسلحة البدائية.



رؤوس السهم : قامت عمال الصوان الأوائل بعدة اختبارات من أجل ايجاد أفضل شكل لرؤوس سهامهم.


الصواريخ

لقد أدرك انسان ماقبل التاريخ ان اصطياد الحيوانات الوحشية من بعد هي عملية أكثر أمنا، ان الأسلحة القابلة للقذف ( وهو تصميم يمكن قذفه ) جعل هذا الأمر ممكنا، يعود تاريخ الرماح ذات الرؤوس الصوانية الى 20 ألف سنة قبل الميلاد، وكانت القذائف البدائية بسيطة في تصميمها، فالبومرانغ الاسترالي البدائي مصنوع من قطعة الخشبية واحدة، لكنها مؤثرة للغاية.



البومرانغ للقتال : وقد صمم هذا السلاح كي يحلق مباشرة نحو الهدف ولا يعود ثانية.


رمي السكين : هذا السكين  وينطلق بسرعة في الهواء وبامكانه ايجاد الجروح بأي من نصليه.

جنود المشاة الرومان

لم يكن بامكان الرومان بناء امبراطوريتهم الواسعة بدون وجود جيش كبير ومنضبط، ان الفيلق وهي وحدة من جنود المشاة مع دعم من الفرسان- كانت تشكل نواة الجيش الروماني، خلال القرن الثاني للميلاد كان هناك أكثر من 150 ألف جندي من الفيالق بالأضافة الى جنود احتياطيين وكان جندي الفيلق يستخدم سيفه القصير ذو نصلين من أجل طعن العدو أثناء القتال وجها لوجه، وفي المسافات البعيدة كان يرمي الرمح القادر على اختراق درع العدو.


الفيلق : كانت الفيالق الرومانية مسلحة بصورة جيدة، ومدربة بكفاءة عالية وذات جنود منضبطين.

الفرسان

لقد شهدت القرون الوسطى ظهور طبقة الفرسان في اوروبا، ويقاتل الفرسان وهم يمتطون الجياد ومقابل خدماتهم كان الملك يجازيهم، ان المهام التي يقومون بها تشمل على اعداد الأشخاص من أجل القتال لأجل الملك والذهاب الى جبهات القتال بأنفسهم، ويتدرب الشاب من الطبقة النبيلة كي يصبح فارسا وذلك من خلال العمل كحامل لدروع احد الفرسان ثم يتدرب حامل الدروع هذا على الفروسية والقتال بالأسلحة، كما كان يتم تعليمه السلوك الحسن، وعند التوجه الى القتال كان الفارس يرتدي بدلة من الدرع، كانت الدروع في بداية القرون الوسطى تتألف من رداء يتكون من  حلقات معدنية مترابطة تدعى الدرع ذو زرد، وبمرور الوقت استبدل هذا النوع من الدروع بنوع آخر يتألف من صفائح معدنية، ويوفر هذا النوع وقاية جيدة، وهو مرن بصورة مدهشة لأن الصفائح المعدنية مرتبطة ببعضها البعض بواسطة اربطةجلدية، ويقاتل الفارسوهو يمتطي جواده بواسطة حربة يبلغ طولها 3.6 متر، أو بواسطة سيف ذو مقبضين أو الصولجنا أو المطرقة، كان وجود الفرسان شائعا أيضا في بلدان اخرى خارج أوروبا مثل اليابان والهند.


الدرع من القرون الوسطى


القوس والنشاب

أثبت القوس والسهم ومنذ القرن الثاني عشر فاعليته في ايقاف تقد م الفرسان حيث يخرتق السهم بسهولة الدرع المزرود للفارس الذي يبعد 365 م، الا ان عملية وضع السهم في القوس كانت عملية مرهقة وبطيئة للغاية، فكان على الرامي اما ان يستخدم العتلة لسحب الوتر الى الوراء الأمر الذي يعني قدرة الرامي على قذف حوالي سهمين فقط في الدقيقة الواحدة، وفي بعض الأحيان عمل اثنان من الرماة في آن واحد وفي هذه الحالة الاول يقوم بشحن القوس بالسهم من وراء الدرع كبير والثاني يعمل رمي السهم.


حمولة القوس والنشاب : كان رامي السهام خلال القرن الخامس عشر يستخدم الكرانكوين لحشو الأقواس بالسهام.

الأسلحة النارية البدائية

بدأ استخدام الأسلحة النارية الصغيرة خلال القرن السادس عشر، حيث تم اختراع أجهزة متنوعة لأشغال البارود المتفجر من أجل دفع الرصاصة المصنوعة من الرصاص الى الخارج بقوة، واحدى انواع هذه الأجهزة تسمى المسدس ذو الزند الدولابي، وفي هذا التصميم هناك قطعة من بيريت الحديد توضع على دولاب معدني ذو حافة مسننة وعندما يتم سحب الزناد يحتك الدولاب بالبيريت ومن ثم يولد شرارة تقوم باشعال البارود، وكان من الصعب اعادة تعبئة الاسلحة النارية البدائية، وكانت تقوم غالبا بتوليد سحابة كثيفة من الدخان الأبيض التي تخفي العدو عن الأنظار.


الأسلحة العجيبة

العسكريون والمتحمسون للأسلحة قد استعملوا في بعض الأحيان براعتهم في ابتكار اسلحة لأنفسهم، ففي باريس عاصمة فرنسا كانت هناك مجموعة من المجرمين في بداية القرن العشرين المعروفة بأسم الآباش، فخورين بأسلحتهم المميزة، هذه الأسلحة كانت تشتمل على ثلاثة عناصر : مسدس وسكين وبرجمية.




المسدسات 


تم في بداية القرن العشرين اختراع المسدس ذو القدح ويتم حشو هذا المسدس بواسطة خرطوشة واحدة ( وهي المحفظة التي تحمل الرصاص والبارود )، وعندما يتم اطلاق النار فان زند المسدس يضرب فتيل التفجير الذي يشعل بدوره البارود، لقد اخترع صموثيل كولت ( 1814-1862 م) أول مسدس دوار ريفولفر في عام 1836م، فقد احتوت اسطوانة الخراطيش في هذا المسدس على ست خراطيش، وتدور الاسطوانة عندما يتم سحب الزناد الى الوراء، وعندها يمكن اطلاق خرطوشة أخرى، لقد أصبح مسدس كولت شائعا لدى رواد الغرب المتهور.

الرشاشات


تطلق الرشاشات النيران على شكل تيار مستمر من الذخيرة، وكان الطراز المبكر منه يستخدم ذراع التدوير يدوية من أجل شحن رصاصة التي يجب اطلاقها، وقد ابتكر هذا الطراز من لاسلاح ريتشارد جي غانلتغ ( 1818-1903 م) وذلك في عام 1862 م، وفي عام 1884 م ابتكر هيرام ماكسيم ( 1840-1916 م) رشاشة اتوماتيكية بالكامل، ان أسلحة الأتوماتيكية تستخدم طاقتها من الارتداد الخلفي للسلاح أو من ضغط الغاز في ماسورة السلاح، وذلك من اجل تعبئة السلاح بالرصاص وقذفها الى الخارج، خلال الحرب العالمية الأولى تعرض الجنود الذين هاجموا خنادق العدو الى مجزرة بواسطة نيران الاسلحة الرشاشة، ان الأسلحة الرشاشة الحديثة يمكنها اطلاق 100 رصاصة في ثانية الواحدة، وقد غيرت الأسلحة الرشاشة مسار الحروب وسبل القتال.


الدبابات 


تم تطوير الدبابات البدائية في الحرب العالمية الأولى من خلال استخدام قطع السيارات والجرارات، وكانت الدبابة البريطانية مارك -1 المصنوعة عام 1916م، تسير بسرعة 4.6 كلم/ ساعة، وكانت مزودة بمدفعين، وأصبحت الدبابات ذو أهمية كبرى خلال الحرب العالمية الثانية، وكانت الدبابة الألمانية بلتسكريغ ( وتعني الحرب الخاطفة ) تهجم بصورة سريعة ومدمرة، قامت المصانع الأمريكية في عام 1944 بانتاج 50 ألف دبابة مدرعة.


طائرات الحرب العالمية الثانية


لعب التفوق الجوي للحلفاء دورا بارزا في هزيمة ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، فقد كانت الطائرات البريطانية والأمريكية والألمانية تقوم بمساندة القوات الأرضية في أوروبا، وقد الحقت القنابل أضرارا جسيمة بالمدن الأوروبية وخاصة مدينة درسدن في ألمانيا، لقد تم استعمال المقاتلات الأمريكية واليابانية في المحيط الهادئ المحمولة على ظهر حاملات طائرات وفي آب عام 1940 م أسقطت قاذفة الأمريكية أول قنبلة ذرية على اليابان.


الصواريخ المتطورة


انتجت ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية صواريخ ذات دفع نفاث وبدون طيار وهي أول صواريخ موجهة تحلق على ارتفاع منخفض، وبأمكانها الطيران لمسافة 240 كم، أما النوع الثاني وهو صاروخ بالستي ( عابر للقارات ) وينطلق عبر الفضاء للوصول الى هدفه، كما أطلقت ألمانيا العديد من صواريخ على بريطانيا أدت الى مقتل 10 آلاف شخص، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية قامت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي يتطوير صواريخها، وبين عام 1945 م و1985 م، قام البلدان بوضع تصاميم الأسلحة أكبر وأشد تعقيدا لتصويبها على بعضهما البعض، عرفت المرحلة باسم الحرب الباردة، كان التطور الكبير في الحرب الباردة هو انتاج المزيد من الأسلحة النووية القوية.
ان قوتها المرعبة ظهرت بوضوح في عام 1945 م عندما ألقت الولايات المتحدة قنبلتين ذريتين فوق هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين ودمرتهما تدميرا كاملا، وكان التطور الكبير الآخر تمثل في اطلاق أول صاروخ من غواصة بولاريس في عام 1959م، ومن صعب جدا اكتشاف هذه الأسلحة المخبأة تحت سطح البحر.

ولا تزال غواصة بولاريس جزءا من القوة الاستراتيجية للولايات المتحدة، واضحت الطائرات والدبابات اليوم مزودة أيضا بالصواريخ، وأصبحت الصواريخ اليوم أكثر سرعة ودقة من ذي قبل، وان صواريخ المزودة بنظام التوجيه الكمبيوتري بامكانها اليوم اصابة أي مبنى بصورة منفردة.



حقوق النشر محفوظة 
اعداد مدونة روائع التاريخ 
نرجوا ان ينال الموضوع اعجابكم