أفضل قصيدة للبدو



هذه قصيدة للأمير عبد القادر الجزائري رحمه الله صاحب أول مقاومة ضد الاحتلال الفرنسي للجزائر وقد كان فارسا وشاعرا وعالما وعسكريا محنك

يا عاذلا لامرئ قد هام في الحضر .... و عــاذلا لـمحب البـدو و القـفــر
لا تذمـمن بيوتا خف محــمـلها .... و تمـدحن بيوت الطين و الحجر
لو كنت تعلم ما في البدو تعذرني .... لكن جهلت و كم في الجهل من ضرر
أو كنت أصبحت في الصحراء مرتقيا .... بـساط رمل به الحصباء كالدرر
أو جلت في روضة قد راق منظرها .... بـكـل لـون جـميل شـيق عـطر
تستنشقن نسيما طاب منتشقا .... يزيد في الروح لم يمرر على قذر
أو كنت في صبح ليل هاج هاتنه .... علوت في مرقب أو جلت بالنظر
رأيت في كل وجه من بسائطها .... سربا من الوحش يرعى أطيب الشجر
ميالها وقفة لم تبق من حزن .... في قلب مضنى و لا كد لذي ضجر
نباكر الصيد أحيانا فنبغته .... فالصيد منا مدى الأوقات في ذعر
فكم ظلمنا ظليما مع نعامته .... و إن يك طائرا في الجو كالصقر
يوم الرحيل إذا شدت هوادجنا .... شقائق عمها مزن من المطر
فيها العذارى و فيها قد جعلن كوى .... مرقعات بأحداق من الحور
تمشي الحداة لها من خلفها زجل .... أشهى من النار و السنطير و الوتر
و نحن فوق جياد الخيل نركضها .... شليلها زينة الأكفال و الخصر
نطارد الوحش و الغزلان نلحقها .... على البعاد و ماتنجو من الضمر
نروح للحي ليلا بعد ما نزلوا .... منازلا ما بها لطخ من الوضر
ترابها المسك بل أنقى و جاد بها .... صوم الغمائم بالآصال و البكر
نلقى الخيام و قد صفت بها فغدت .... مثل السماء زهت بالأنجم الزهر
قال الأولى قد مضى قولا يصدقه .... نقل و عقل و ما للحق من غير
الحسن يظهر في بيتين رونقه .... بيت من الشِعر أو بيت من الشَعر
أنعامنا إن أتت عند العشى تخل .... أصواتها كدوي الرعد بالسحر
سفائن البر بل أنجى لراكبها .... سفائن البحر كم فيها من الخطر
لنا المهارى و ما للريم سرعتها .... بها و بالخيل ذللنا كل مفتخر
فخيلنا دائما للحرب مسرجة .... من استغاث بنا بشره بالظفر
لا نحمل الضيم ممن جار نتركه .... و أرضه و جميع العز في السفر
و إن أساء علينا الجار عشرته .... نبين عنه بلا ضر و لا ضرر
تبيت نار القرى لطارقنا .... فيها المداواة من جوع و من خصر
عدونا ماله ملجأ و لا وزر .... و عندنا عاديات السبق و الظفر
شرابها من حليب لا يخالطه .... ماء و ليس حليب النوق كالبقر
أموال أعدائنا في كل آونة .... نقضي بقسمتها بالعدل و القدر
مافي البداوة من عيب تذم به .... إلا المروءة و الإحسان بالبدر
وصحة الجسم فيها غير خافية .... و العيب و الداء مقصور على الحضر
من لم يمت عندنا بالطعن عاش مدا .... فنحن أطول خلق الله في العمر