حرب الثلاثين عام




سنوات الحرب الثلاثين كانت فترة ذعر للناس في أوروبا المركزية، بسبب أن جيوش الطرفين نشروا الدمار في أعقابهم، فقد مات نتيجة هذه الحرب الملايين من الناس وأكثرهم مات من المجاعة والأمراض، ومن الصعب الحصول على التفاصيل الدقيقة ولكن التقديرات أشارت إلى أن عدد النفوس في ما يسمى اليوم ألمانيا انخفض من 21 مليون في عام 1618 إلى 13 مليون فقط في عام 1648.

الإصلاح الديني

في القرن السادس عشر عم استياء شديد ضد الكنيسة الكاثوليكية وقاد إلى حركة تسمى الإصلاح الديني، وقد بدأت في عام 1517 من القس الألماني مارتن لوثر الذي سعي إلى إصلاح الكنيسة الكاثوليكية وانشئوا لهم كنائس بروتستانتية خاصة بهم، وقد كان الانقسام بين الكاثوليك والبروتستانت السبب في اندلاع الحرب الدائمة.

حرب الثلاثين عام

إن السنوات الحرب الثلاثين من 1618-1648 م كانت الأخيرة ومن أكثر الحروب الدينية دمارا في أوروبا، والتي كانت نتيجة للإصلاح الديني، وقد بدأت عندما تمرد البروتستانت في بوهيمـا ( جمهورية التشيك ) ضد الحاكم الكاثوليكي النمساوي فرديناند الثاني إمبراطور الروم المقدسة  ولكنها كانت أكثر من صراع بين الكاثوليك والبروتستانت، إذ تحولت إلى حرب من أجل سيطرة على أوروبا ما بين فرديناند الثاني المدعوم من اسبانيا وبافاريا وبين فرنسا المدعومة من السويد ومختلف الدول البروتستانتية.

إمبراطور روما المقدسة


كانت الأراضي التي تخضع لحكم إمبراطور روما المقدسة تشمل ألمانيا اليوم والنمسا وجمهورية التشيك، ومنذ بداية القرن الخامس عشر والإمبراطور هو دائما من عائلة هابسبورغ القوية، ولكن ومنذ عام 1618 أصبح للإمبراطور الكاثوليكي العديد من الشخصيات البروتستانتية والتي شملت بعض القادة الأمراء الألمان الذين عارضوا حكمه.
عندما أصبح غوستافوس الثاني ادولفوس ( 1594-1623) ملكا للسويد في عام 1611، واجه الحرب بجرأة ضد الدنمارك وروسيا وبولندا، ومن أجل تأكيد السيادة السويد على منطقة البلطيق عقد غوستافوس معاهدة سلام مع الدنيمارك، ليدحر بعد ذلك روسيا وبولندا على توالي، وكبروتستانتي مخلص، كان غوستافوس يشعر بالقلق من الانتصارات التي كان يحققها الإمبراطور روما الكاثوليكية المقدسة فرديناند الثاني (1578-1637) ضد البروتستانت في ألمانيا في المراحل الأولى لحرب الثلاثين عاما، فدخل الحرب في عام 1630 بتشجيع من فرنسا لصالح البروتستانت الألمان.

الجيش الجديد

أعد غوستافوس أفضل جيش في أوروبا منذ توليه العرش وقد كان يحترم دائما على أنه مكتشف أفضل جيش لأنه تمكن من تحويل شخصيات العدوانية للجماهير الغوغائية التي كانت تشكل الجيوش آنذاك إلى قوة منظمة تعتمد على التحرك السريع والقوة النارية، وقد نظم جيشه على شكل وحدات سريعة التنقل وجهزها بأسلحة خفيفة ذات تأثير أكبر، اهتم غوستافوس  بتربية جيشه على الأخلاق وذلك بالاهتمام والعناية بمصالحهم والتي لم تكن معروفة في ذلك الوقت، إضافة إلى ذلك فقد فرض انضباطا صارما، كما فرض ملابس عسكرية منظمة.

الحرب في ألمانيا

بعد أن وصل إلى ألمانيا دحر غوستافوس الجيش الإمبراطوري في معركة بيرتين فيلد محررا شمال ألمانيا من سيطرة الجيش الإمبراطوري، بعد ذلك توجه غوستافوس جنوبا لينقل الحرب إلى قلب الأراضي الكاثوليكية في بافاريا والنمسا بعد أن دحر القوات الإمبراطورية مرة أخرى، عند عبور نهر اللخ واجه غوستافوس جيشا إمبراطوريا جديدا يقوده قائد القوات فرديناند الثاني الاستراتيجي البارع البرخت غتنزل فون والينشتاين (1583-1634) تقابل غوستافوس والينشتاين في معركة لوتزن والتي أسفرت عن اندحار الجيش الإمبراطوري ومقتل الملك السويدي.

القوة الشمالية

استمر الجيش السويدي في أداء دور المهم في حرب الثلاثين عاما، لكن قوتها لم تخضع لسيطرة غوستافوس، وبمرور الوقت انتهت الحرب أخيرا في عام 1648 لتصبح السويد القوة القائدة في شمال أوروبا وقد احتفظت بمكانتها هذه حتى قيام روسيا تحت سيطرة بطرس العظيم في أوائل القرن الثامن عشر.

التواريخ الأساسية

1608م: شكل الأمراء البروتستانت في ألمانيا اتحادا للدفاع عن أنفسهم جراء الاضطهاد الديني الذي تعرضوا له من قبل إمبراطور روما الكاثوليكية المقدسة النمساوي فرديناند الثاني وازداد التوتر الديني.
1618م: إلقاء شخص من النافذة في براغ، ألقي البروتستانت في بوهيما ( جمهورية التشيك اليوم ) موظفي الكاثوليك الرسميين من النوافذ احتجاجا على ممارسات فرديناند الثاني المعادية البروتستانت في بوهيما، فاندلعت الحرب في ألمانيا بين البروتستانت والكاثوليك.
1620م: في معركة الجبل الأبيض دار قتال في بوهيما قرب براغ القوات البروتستانتية كانت بقيادة اليكتر بلاناين وفريدريك السابع والتي دحرت من قبل الجيش إمبراطوري بقيادة الكونت تيللي.
1625م: دخل كريستين الرابع من الدنيمارك الحرب لصالح البروتستانت.
1626م: دحر الجيش الإمبراطوري بقيادة البرخت فتنزل فون والينشتاين وتللي البروتستانت في ألمانيا وأعاد كرستين الرابع أدراجه إلى الدنيمارك.
1630م: على الرغم من كاثوليكية البلد، كانت فرنسا تشعر بالقلق من سيادة فرديناند الثاني على ألمانيا، لذلك قام الكردينال ريشيليو ( الذي كان في الواقع وزيرا الخارجية الفرنسية ) باقناع السويد الدخول في الحرب إلى جانب البروتستانت.
1631م: دحر السويديون بقيادة ملكهم غوستافوس الثاني ادولفوس قوات تيللي الإمبراطورية في معركة بيربتن فيللد في الشمال الشرقي لألمانيا.
1632م: دحر السويديون قوات الإمبراطورية عند معبر النهر اللخ، وقتل تيللي ثم دحر السويديون الجيش الإمبراطوري بقيادة والينشتاين في معركة لوتزن في الشمال الشرقي لألمانيا، وقتل غوستافوس الثاني أدولفوس .
1634م: دحر والينشتاين القوات السويدية في معركة نردلينجن في جنوب ألمانيا، وبدأ التفاوض حول معاهدة سلام بين البروتستانت والكاثوليك خشية من قوة والنشتاين، دفعت فرديناند الثاني إلى طرده من الخدمة والسماح باغتياله من قبل ضباط المرتزقة.
1635م: تم التوقيع على سلام براغ بين الحكام البروتستانت والكاثوليك الألمان، ولكن الحرب استمرت بين فرنسا والسويد من اجل كسب أراض في إمبراطورية روما المقدسة.
1643م: دحرت فرنسا الجيش الإمبراطوري المؤلف من المقاطعات الهولندية الاسبانية في معركة روكروي في شرق فرنسا.
1645م: دحرت الجيوش السويدية القوات الإمبراطورية في معركة جانكو في بوهيما.

1648م: انتهت الحرب بتوقيع معاهدة وستفاليا منذ ذلك الوقت وحتى الآن اعترفت أوروبا بأن الائتلاف بين الكاثوليك والبروتستانت هي حقيقة واقعية فانتهت آخر حرب دينية رئيسية في أوروبا.
موسوعة تاريخ العالم 

نرجو أن ينال الموضوع إعجابكم 

حقوق النسخ محفوظة 
يرجى ذكر المصدر عند النسخ وشكرا 
الأسطورة